الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن
.تفسير الآيات (62- 68): 62- ولقد أغوى الشيطان منكم خلْقاً كثيراً. أغفلتم عن ذلك، فلم تكونوا تعقلون حين أطعتموه؟! 63- يقال لهم: هذه جهنم التي كنتم توعدون بها في الدنيا، جزاء كفركم. 64- ادخلوها، وقاسوا حرها في هذا اليوم بكفركم. 65- اليوم نُغطى على أفواههم فلا تنطق، وتكلمنا أيديهم، وتنطق أرجلهم شاهدة عليهم بما كانوا يعملون. 66- فمضوا يتخبطون لا يعرفون فيها- في الدنيا أو على الصراط في الآخرة- طريق الهدى بعدما أعميناهم. 67- ولو نشاء تغيير صورهم لغيرناها إلى صور قبيحة يتسمرون عندها في أماكنهم، لا يمضون إلى الأمام، ولا يرجعون إلى الخلف لما جرى عليهم من أمرنا في إفقادهم قواهم. 68- ومن نُطل عمره نرده من القوة إلى الضعف، أفلا يعقلون قدرتنا على ذلك ليعلموا أن الدنيا دار فناء، وأن الآخرة هي دار البقاء! .تفسير الآيات (69- 75): 69- وما علمنا رسولنا الشعر، وما يصح- لمكانته ومنزلته- أن يكون شاعراً. وما القرآن المنزل عليه إلا عظة وكتاب سماوى واضح، فلا مناسبة بينه وبين الشعر. 70- ليخوف من كان حى القلب مُستنير العقل، وتَجِبُ كلمة العذاب على الجاحدين به، المنكرين لهديه. 71- أعمى الكافرون ولم يروا أنا خلقنا لهم مما صنعت قدرتنا أنعاماً فهم مالكون لها، يتصرفون فيها كما يشاءون؟ 72- وأخضعناها لهم، فمنها ما يركبون، ومنها ما يأكلون. 73- ولهم فيها ما ينتفعون به من أصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها وعظامها، ومشارب من ألبانها، أينسون هذه النعم فلا يشكرون المنعم بها؟. 74- واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها، رجاء أن تنصرهم. 75- لا تستطيع الآلهة نصرهم إن أراد الله بهم سوءاً، لأنها لا تنفع ولا تضر، وهم لآلهتهم العاجزة جند معدون لخدمتهم ودفع السوء عنهم. .تفسير الآيات (76- 80): 76- فلا يحزنك قولهم في الله بالإلحاد وفيك بالتكذيب، إنا نعلم ما يُخفون وما يُعلنون، فنجازيهم عليه. 77- أجحد الإنسان وجود الله وقدرته. ولم ير أنا خلقناه- بعد العدم- من نطفة مهينة؟ فإذا هو شديد الخصومة، مبين لها، معلن عنها. 78- وساق لنا هذا الخصيم المبين مثلاً ينكر به قدرتنا على إحياء العظام بعد أن تبلى، ونسى خلقنا إياه بعد أن لم يكن، قال- منكراً مستبعداً قدرتنا على ذلك-: من يُحيى العظام وهى رميم؟ 79- قل- يا محمد-: يُحييها الذي أنشأها أول مرة، ففى استطاعة من بدأ أن يُعيد، وهو عظيم العلم بكل ما خلق، فلا يعجزه جمع الأجزاء بعد تفرقها. 80- الذي خلق لكم من الشجر الأخضر- بعد جفافه ويبسه- ناراً. .تفسير الآيات (81- 83): 81- أفقدوا عقولهم ولم يعلموا أن الذي خلق السموات والأرض- مع عظم حجمهما- قادر على إعادة خلق الناس مع صغرهم وضعف شأنهم؟ بلى- أي هو القادر- وهو الكثير الخلق، المحيط علمه بكل شيء. 82- إنما شأنه في الخلق إذا أراد إيجاد شيء أن يقول له: كن، فيكون في الحال وكما يقول بعض العلماء: إن أمره سبحانه بين الكاف والنون. 83- فتنزيهاً للذى بقدرته ملك كل شيء- خلقاً وتدبيراً وتصرفاً- عما لا يليق بذاته- تعالى- وإليه- وحده- تعودون، فيحاسبكم على أعمالكم. .سورة الصافات: .تفسير الآيات (1- 4): 1- أُقسم بطوائف من خلقى، تصطف بنفسها صفا مُحكماً في مقام العبودية والانقياد. 2- فالمانعات للمتجاوز حدوده منعاً شديداً، يبقى النظام ويحفظ الأكوان. 3- فالتاليات للآيات يذكرون الله ذكراً بالتسبيح والتمجيد. 4- إن إلهكم المستوجب للعبادة لواحد لا شريك له في ذات أو فعل أو صفة. .تفسير الآيات (5- 9): 5- هو- وحده- خالق السموات والأرض وما بينهما، ومدبِّر الأمر، ومالك المشارق لكل ما له مشرق. 6- إنَّا جمَّلْنا السماء القريبة من أهل الأرض بزينة هي الكواكب المشرقة المختلفة الأحجام والأوضاع في محيط الكون التي نراها كل مساء بالعين المجردة. 7- وحفظناها حفظاً محكماً من كل شيطان عات متمرد. 8- لا يمكن عتاة الشياطين من التسمع إلى ما يجرى في عالم الملائكة، ويُرْمَوْن من كل بما يدفعهم. 9- يُطردون طرداً عنيفاً عن الوصول إلى تسمع أخبار السماء، ولهم عذاب شديد دائم في الآخرة. .تفسير الآيات (10- 20): 10- إلا من اختلس الكلمة من أخبار السماء، فإننا نتبعه بشعلة من النار تثقب الجو بضوئها فتحرقه. 11- فاستخبر- أيها النبى- المنكرين للبعث والمستبعدين لحصوله: أهُم أصعب خلقاً أم من خلقنا من السموات والأرض والكواكب وغير ذلك؟. إنا خلقناهم من طين لاصق بعضه ببعض، فَلِمَ يستبعدون إعادتهم؟!. 12- بل عجبت- أيها النبى- من إنكارهم للبعث- مع قيام الأدلة على قدرة الله- وهم يسخرون من تعجبك وتقريرك له. 13- وإذا ووجهوا بأدلة قدرة الله على البعث لا يلتفتون ولا ينتفعون بدلالتها. 14- وإذا رأوا برهاناً على قدرة الله دعا بعضهم بعضاً إلى المبالغة في الاستهزاء به. 15- وقال الكافرون في الآيات الدالة على القدرة: ما هذا الذي نراه إلا سحر واضح. 16- أئذا متنا وصرنا تراباً وعظاماً أئنا لمُخرجون من قبورنا أحياء؟. 17- أنحيا ويبعث آباؤنا الأولون الذين ماتوا قبلنا فبادوا وهلكوا؟! 18- قل- أيها النبى- لهم: نعم ستبعثون جميعاً وأنتم أذلاء صاغرون. 19- فإنما البعثة صيحة واحدة فإذا هم أحياء ينظرون ما كانوا يوعدون. 20- وقال المشركون: يا هلاكنا.. هذا يوم الحساب والجزاء على الأعمال. .تفسير الآيات (21- 30): 21- فيجابون: هذا يوم القضاء والفصل في الأعمال الذي كنتم به في الدنيا تكذبون. 22، 23- اجمعوا- يا ملائكتى- الظالمين أنفسهم بالكفر وأزواجهم الكافرات وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله من الأوثان والأنداد، فعرفوهم طريق النار ليسلكوها. 24- واحبسوهم في هذا الموقف، إنهم مسئولون عن عقائدهم وأعمالهم. 25- ما لكم- أيها المشركون- لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم تتناصرون في الدنيا؟! 26- لا يتناصرون في هذا اليوم، بل هم منقادون مستسلمون لأمر الله. 27- وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ويتخاصمون، ويسأل بعضهم بعضاً عن مصيرهم السيئ. 28- قال الضعفاء للذين استكبروا: إنكم كنتم تأتوننا من الناحية التي نظن فيها الخير واليُمن، لتصرفونا عن الحق إلى الضلال. 29- قال المستكبرون: لم نصرفكم، بل أنتم أبيتم الإيمان وأعرضتم عنه باختياركم. 30- وما كان لنا من تسلط عليكم نسلبكم به اختياركم، بل كنتم قوماً خارجين على الحق. .تفسير الآيات (31- 42): 31- فحق علينا كلمة ربنا: إنا لذائقون العذاب يوم القيامة. 32- فدعوناكم إلى الغى والضلال فاستجبتم لدعوتنا، إن شأننا التحايل لدعوة الناس إلى ما نحن عليه من الضلال، فلا لوم علينا. 33- فإن الأتباع والمتبوعين يوم القيامة في العذاب مشتركون. 34- إن مثل ذلك العذاب نفعل بالذين أجرموا في حق الله بالشرك وفعل المعاصى. 35- إن هؤلاء كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله يأبون الإقرار بذلك تكبراً واستعظاماً. 36- ويقولون: أنحن نترك عبادة آلهتنا لقول شاعر متخبل مستور العقل؟. 37- بل جاءهم رسولهم بالتوحيد الذي دعا إليه جميع الرسل، وصدق بذلك دعوة المرسلين. 38- إنكم- يا أيها المشركون- لذائقوا العذاب الشديد في الآخرة. 39- وما تلقون من جزاء في الآخرة إلا جزاء عملكم في الدنيا. 40- إلا عباد الله المخلصين، فإنهم لا يذوقون العذاب، لأنهم أهل إيمان وطاعة. 41- هؤلاء المخلصون لهم في الآخرة رزق معلوم عند الله. 42- فواكه متنوعة، وهم مرفهون معظمون.
|